محمد سامي.. دوافع حاجة الجمال الى الحقيقة

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
10/01/2008 06:00 AM
GMT




 
أجتراح مايحمله العنوان الرئيسي لهذه المقالة، يتصدر قدرة أفتراض طوعي تقارب  مابين”الجمال“ كجهد بحث فلسفي لعلم قديم جديد أصاب تأريخ الفكر الانساني بنوبات  وتقلبات لم تزل تقاوم رغبة الانحياز القسري لمعطيات عدة وكان أوقع من ادام صلة  الوصل والارتباط بـ”الجمال“ هو الفن في مسعى حسم الكثير من الاجتهادات والتصورات 
 
والرؤى المتراكضة في نهاية مضمار التعريف الواقعي له، حيال  ماانجزته الفنون الابداعية، فيما تماثل مفهوم أو مدلول أو اشتراطات فهم الحقيقة  كقيمة سامية تفاوتت ودرجات فهمنا وتبريرات حاجتنا لها،، تبعاً لمصالحنا الذاتية  والفكرية والمزاجية وقبل كل ذلك عوامل كثيرة نراها تنساق وراء تلوينات ومقاسات  الحقيقة نفسها والتي كتب عليها ان تبقى في مأمن عن اي تعريف يقلل او يدنس حجم سراب  وجودها وعدم وجودها في ذات لحظات الحاجة اليها توقاً وتضحية وهدفاً نبيلاً يفضي الى  انعدام ادنى تبرير يصادر - أصلاً - نهاية حاجتنا الدائمة والملحاحة لهذا الافتراض  الاثير مابين العدم والوجود وكل مايفصل بين الاثنين من علل وأوهام وصراعات، بل حتى  حقائق سرعان ماتلين أو تتصلب بدرجات حرارة الفهم الانساني  والحضاري .
 
يرى”فاليري“”نجاح العمل الفني هو نتيجة اشتراك بين المعجزات والجهود  الارادية“ فيما يزعم غيره من فلاسفة علم الجمال”ان الافكار التي تختمر لدى الفنان  قبل شروعه بالتنفيذ هي فكرة تشكيلته تطابق تلك التي يتم التعبير عنها في الطبيعة وهذا مايصح - نوعاً ما - على نتائج الكثير من البحوث الحديثة في الفسيولوجيا”علم  وظائف الاعضاء“ وعلم النفس التي توصلت بشكل يقارب الحقيقة في إجمال انماط النشاط  العقلي الاربعة”التفكير / الشعور / الاحساس/ والالهام“ والتي هي فعاليات لنواحي  إدراكية سايرت أساليب الفن التشكيلي، ايضاً بأربعة اتجاهات جوهرية ومعروفة  هي”الواقعية”الطبيعة“/ المثالية أو الرومانسية / التعبيرية / وأخيراً  التجريدية “.
 

ان مرامي الدفع باتجاه تقريب تجربة الفنان”محمد سامي“ التشكيلية وهي  تصاحب مكملات وعيها البصري بما يداني الدوافع والحاجات القادرة على تعزيز مكامن  الذات بحجم حاجتها للجمال الراقي والخاص بفعل عوامل أمثل لتلك الحاجة والفهم بقدرة  انتصارها للحقيقة كمسعى ودفاع بجرأةٍ محسوبة لاتتخلى عن سبل الدفاع الجوهري عن قيمة  الفن معبر به عن رأي يختصر القول مجدداً”كل مافي الامر ان الجمال بحاجة الى  الحقيقة“.. لقد أستبق الفنان”محمد سامي“ استجابات وعيه بان أنشأ مثيرات عيانية  لمقدرات سلوكية بمعنى من المعاني ونجح في رصفها تمثيلاً وصمتاً تراكمياً لمجمل  علاقات حداثوية تلبس لبوس الزمن الحالي وهي تستعير اهوال ماتركته الحقب والازمنة،  وفق دعائم نفسية وفكرية، حتى في حالات رسمية للخيول فقد استعار شعلة النبض وحفة  ورهافة الحركة بتمجيد الخط لصالح موضوع اضحى مكرراً او معاداً، سعياً واضافة  لمدارات رؤى وتصورات واحلام ربما وكوابيس، لكنها ليست بديلاً عن وحدات ومحددات  موجودات الطبيعة بواقعيتها المحضة.. بل على العكس من ذلك أنها تعالج - اي  اعمال”محمد سامي“ موضوعات تقترب من حالات اللعب التمثيلي والعلاج النفسي بفائض  ماتحمل من شحنات واستبدالات”أزاحة“ واستنارات داخل المنفى الداخلي بانفاق الروح  الهائمة بحثاً عن ملاذٍ أو خلاص،، فالبرغم من يفاعة وطراوة عود هذه التجربة قياساً  لعمق قرار